١٠ مايو ٢٠٢٤هـ - ١٠ مايو ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
المال والأعمال | الجمعة 26 أكتوبر, 2018 2:26 صباحاً |
مشاركة:

منتدى لشباب المنطقة على منصة مؤتمر الاستثمار في المستقبل

شكل اليوم الثاني والختامي من فعاليات "مؤتمر الاستثمار في المستقبل" منتدى للشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جمع نخبة من ممثلي الهيئات الدولية، والناشطين الحقوقيين، والمؤثرين الاجتماعيين في ثلاث جلسات حوارية، لبحث دور الشباب في مواجهة تحديات التغير المناخي، وتقدير حجم مشاركة الطاقات الشابة في مسيرة التنمية الإقليمية، إضافة إلى توفير منصة للأصوات الملهمة والنماذج الرائدة من الأجيال الجديدة.

 

وجمع المؤتمر الذي تنظمه مؤسسة القلب الكبير بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة ومؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة تحت شعار "الشباب: تحديات الأزمات وفرص التنمية"، التجارب القيادية الشابة وممثلين عن فئات الشباب اللاجئ، والأقليات، مع أصحاب القرار، والمسؤولين الحكوميين والدوليين، للوصول إلى نماذج حلول مبتكرة تساهم في تجاوز التحديات التي يمر بها الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. 

 

الشباب والتغير المناخي

وتحدث خلال الجلسة الأولى التي حملت عنوان "الشباب والتغير المناخي" كل من بارني سوان، المدير الدولي لقوة المناخ، وأميرة المرزوقي، ناشطة مهتمة بالبيئة الإماراتية، حيث استعرضا  تجاربهما من خلال البعثات الاستكشافية التي قاما بها إلى القطب الجنوبي، بالإضافة إلى مساهمة الشباب على صعيد قضايا التغير المناخي والحفاظ على البيئة.

 

ولفت بارني خلال استعراضه نماذج من صور مأخوذة في رحلة استكشافية إلى منطقة القطب المتجمد، ذوبان قطع جليدية هائلة، وأكد أن العالم سيعاني من تأمين المياه الصالحة للشرب، حيث توفر تلك المنطقة 70 في المئة من مخزون المياه العالمي، ما لم يتم التحرك لاتخاذ إجراءات فعالة لوقف التغيرات المناخية التي يفرزها السلوك العالمي، سواء في التصنيع أو في استخدام المنتجات غير القابلة للتدوير.

 

وأوضح بارني سوان أن العالم ينتج يومياً 300 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، الذي ينتشر في الأجواء نتيجة لمخلفات المصانع، واعتماد السيارات والطائرات على المواد القابلة للاشتعال، إلى جانب الصناعات البلاستيكية، مما يحتم ضرورة تفعيل أدوار مختلف الجهات والفئات العمرية، لا سيما فئة الشباب لابتكار حلول لإعادة تدوير المخلفات وتحويلها من مواد ضارة إلى مواد ذات فائدة للإنسان والبيئة، مطالباً بإشراك الجهات التي تصنع أو تدخل في صناعاتها المواد غير القابلة للتدوير، ليكونوا شركاء في حماية المناخ.

 

أميرة المرزوقي

بدورها شاركت الناشطة البيئية وسفيرة المناخ، أميرة المرزوقي الحضور تجربتها الاستكشافية إلى القطب الجنوبي، باعتبارها أول إماراتية تصل إلى قمة القطب المتجمد، لافتة إلى أن أولى رحلاتها الاستكشافية في عامي 2015 و 2016 تركت لديها اثراً كبيراً ، وحافزاً وشغفاً بضرورة القيام بمزيد من العمل لحماية المناخ، من خلال زيادة الوعي بين الناس وتعريفهمبخطورة التحولات الاجتماعية الناجمة عن التغيرات المناخية، وتسليط الضوء على الترابط بين التغيرات المناخية والتنمية الاجتماعية، بالإضافة إلى زيادة الوعي بمختلف الأضرار البيئية.

 

وأكدت المرزوقي أنها بصدد القيام برحلة استكشافية أخرى في العام 2019  إلى منطقة القطب الشمالي، لإلقاء مزيد من الضوء على هذه المناطق، ونقل تجربة الرحلة وأهمية الحفاظ على هذه المناطق إلى القيادات والمؤسسات والشباب، بهدف رفع الوعي بين مختلف أفراد المجتمع للحد من استخدام المنتجات الضارة بالبيئة، لافتة إلى أن لدى الشباب مسؤولية كبيرة في هذا الصدد وأنهم قادرون على المساهمة بشكل كبير في أن يكونوا شركاء في حملات التوعية الخاصة بالحفاظ على المناخ، وكذلك دورهم في ابتكار حلول للحفاظ عليه، وتجنيب المجتمعات الدولية كوارث وأزمات وهجرات سكانية واسعة ستتسبب بها التغيرات المناخية.

 

وتشير  تقارير أطلقها صندوق النقد الدولي إلى مخاطر كبيرة ستنتج عن التغيرات المناخية وارتفاع دجات الحرارة،  وتطول الإنتاج الزراعي والحيواني، وتقلص من الثروة السمكية، إلى جانب توقعات بانخفاض حاد في مخزون المياه، وارتفاع مستوى سطح البحر، وهبوب العواصف  والذي سيؤدي إلى هجرة أكثر من 143 مليون شخص لمنازلهم داخل حدود بلادهم بحلول عام 2050، بحثاً عن المأوى والعمل.

فريق الرالي من باكستان

وفي جلسة ملهمة استعرضت ثلاث فتيات باكستانيات من فريق سباقات الرالي في باكستان، تجربتهن الفريدة في صناعة سيارة سباق شاركن فيها في المملكة البريطانية وفزن من خلالها بجائزة تكريمية تقدمها إحدى المجلات العالمية المعنية بسيارات السباق، حيث قدّمت كل من صباح زمان، أزكا آثار، ووردة جمال سرداً للمراحل التي مررن بها خلال فترة صناعة المركبة التي تمتاز بقدرات وامكانيات خولتهن من المشاركة على مضمار حلبة سباق متخصصة

 

واستهلت الفتيات حديثهن عن الخيارات التي وضعت أمامهن عندما تبلورت في أذهانهن الفكرة، وبالرغم من كون ثلاثتهن دارسات في مجالات اكاديمية بعيدة كلّ البعد عن صناعة الهياكل والهندسة الميكانيكية، فواحدة منهنّ تحمل شهادة في مجال إدارة الاعمال والأخريات في مجال التصميم، لكن الإصرار والمثابرة هو ما قادهن للابتكار، حيث قالت صباح زمان في مداخلتها خلال الجلسة:" وجدت نفسي راغبة في تحقيق حلمي في هذا المجال، وبمساعدة زميلاتي بدأنا مشوار صناعة المركبة، حيث واجهتنا تحديات كبيرة وظروف صعبة، ففي بلادنا مهنة صناعة السيارات غير متداولة بين النساء، ناهيك عن شح الإمكانيات والدعم المادي وغيره ما وضعنا بالفعل أمام ظروف استطعنا تجاوزها بالعزيمة والإصرار".

 

أما وردة جمال قالت": كنا نوازن ما بين دراستنا وبين عملنا في صناعة الهيكل وجسم السيارة بشكل يدوي دون الاستعانة بمصانع أو ورش عمل وما شابه، اعتمدنا فقط على شغفنا وقطعنا شوطاً كبيراً في هذا المشوار إلى أن وصلنا إلى مرحلة لا تراجع فيها . ثم واجهنا معضلة الدعم المادي لكن الحكومة وفرت لنا دعماً مادياً ولو متأخراً ."

 

من جانبها، اعتبرت أزكا آثار، أن ما قمن به يعد انجازاً كبيراً يحسب لقدرات المرأة، حيث قالت:" هناك الكثير من الطاقات والطموحات التي تمتلكها الفتيات في شتى أنحاء العالم وفي بلادي كان لدينا طموح كبير وتحد أكبر بأن نترك أثراً في خوض مجال صناعة السيارات وبالفعل استفدنا كثيراً من هذه التجربة وذهبنا للمشاركة في المملكة البريطانية وتم استقبالنا بحفاوة بالغة والتقينا مع صنّاع من الجنسين من مختلف انحاء العالم الذين عبّروا لنا عن مدى البراعة في صناعة المركبة وهذا أمر أشعرنا بفخر كبير".

 

وأشارت آثار إلى أنهن لم يكن يتوقعن الفوز بالجائزة، حيث قالت:" لم يخطر لنا أن نحظى بالفوز بالجائزة، وعندما شاهدنا السيارة على مضمار السباق شعرنا بخوف كبير لكن سرعان مازال وتلاشى عندما رأيناها تسير بسرعة تلحق نظيراتها. وبالرغم من كل التعب الذي شعرنا به والظروف التي مررنا بها إلا أننا اليوم نشعر بالفخر الكبير للمشاركة بهذا المؤتمر وتقديم صورة تليق بالفتاة التي نقول لها بأنك قادرة على تحقيق أحلامك وطموحاتك، ونقول للشباب أنتم قادرون على تحقيق كل ما تصبون اليه إن آمنتم به، وإن لم تجدوا من يمكّنكم مكّنوا أنفسكم بأنفسكم".

 

إشراك الشباب في التنمية الإقليمية

وجاءت الجلسة الثالثة التي نظمتها قرى الأطفال إس أو إس ، تحت عنوان "مناقشات بقيادة الشباب: إشراك الشباب في التنمية الإقليمية"، وشارك فيها كلٌ من سعاد الحمادي، سفيرة جمعية الشباب لدى الأمم المتحدة، ورانيا عميرة، ممثلة مجلس الشباب الاستشاري لقرى الأطفالSOS، ورامي حسان، ممثل كليات العالم المتحد، وديالا دياب، ممثلة جمعية الشباب اللبناني المتحد، وأدارتها جمانة أبو هنود، المدير التنفيذي لمكتب منطقة الخليج العربي لقرى الأطفالSOS، وبحثت الجلسة في أهمية تعزيز مهارة اتخاذ القرار عند الشباب واتباع إرشادات خاصة بسياسة اتخاذ القرار.

 

وكانت الجلسة بمثابة نقاش مفتوح مع المتحدثين الذين لخصوا نتائج ما توصلوا إليه من نتائج عبر النقاشات التي شاركوا فيها خلال اليومين الماضيين، وثمنوا الدور الكبير الذي لعبه المؤتمر في توفير منصة جمعتهم بشباب من جميع أنحاء العالم لتبادل الخبرات والتجارب الملهمة، ورصد التحديات التي تواجههم وتقديم مقترحات وحلول ناجعة لها بأفكار شبابية إبداعية.

 

وأكد الشباب المتحدثون على أنهم توصلوا إلى أن معالجة التحديات التي تواجه الأطفال والشباب في الحصول على تعليم تعتبر مفتاح الحل لجميع التحديات والمشاكل الأخرى، كون التعليم مرتبط بكل القطاعات الأخرى وأن إصلاح النظام التعليمي يعني إصلاح جميع القطاعات الأخرى، وشددوا على ضرورة التوازن في الاستثمار التعليمي وأن يشمل القرى والمناطق البعيدة التي يتعذر فيها على الأطفال الحصول على تعليم جيد.

 

وأشار الشباب المشاركين في الجلسة إلى أنه ومن خلال الرصد والتحليل واستعراض تجارب الشباب خلال الجلسات التي أقيمت خلال المؤتمر، أن هناك تشابه كبير في التحديات التي تواجه الشباب في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تتمثل في اختلالات بنيوية في النظام التعليمي، إلى جانب انعدام منصات توضح للشباب الفرص المتوفرة لهم في شتى المجالات.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة