٠٥ مايو ٢٠٢٤هـ - ٥ مايو ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
البيئة والطاقة | السبت 13 أكتوبر, 2018 2:34 صباحاً |
مشاركة:

مؤتمر "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" السنوي السابع يحث على ضرورة وضع خطط عاجلة للمدن ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية

شهد مؤتمر" مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" السنوي السابع حضور نخبة من ألمع الخبراء المتخصصين بالبيئات العمرانية المستدامة في المنطقة والعالم لمناقشة أفضل الممارسات والاستراتيجيات الفورية الهادفة إلى التحول نحو نموذج المدن ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية خلال العقد المقبل للحد من الآثار السلبية للانبعاثات الكربونية.

 

وتولى "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء"، المنتدى المستقل الذي يهدف إلى الحفاظ على البيئة من خلال تعزيز وتشجيع الممارسات المتعلقة بالأبنية الخضراء، تنظيم المؤتمر الذي أقيم هذا العام تحت شعار "نحو الصفر: رؤية لمدن المستقبل". واستقطب الحدث العديد من الخبراء الإقليميين والعالميين الذين أجمعوا على أن العالم قد وصل فعلاً إلى نقطة اللاعودة، وأنه قد أصبح واجباً على جميع المعنين، بما في ذلك جميع شرائح المجتمع، اتخاذ خطوات فورية جريئة وصارمة لتجنب الآثار المدمرة للتغير المناخي. 

 

وانطلقت فعاليات المؤتمر بكلمات ترحيبية لكل من سعيد العبار، رئيس مجلس إدارة "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء"؛ سعادة أحمد بطي المحيربي، الأمين العام للمجلس الأعلى للطاقة في دبي؛ والمهندس حسين حسن خانصاحب، مدير إدارة الشراكات والمشاريع الخاصة بوزارة التغير المناخي والبيئة. 

 

وانتهت الجلسة الافتتاحية بعرض فيديو مسجل من تيري ويلز، الرئيس التنفيذي للمجلس العالمي للأبنية الخضراء، حث فيه جميع المعنيين على التوقيع رسمياً على الالتزام بالأبنية ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية، والذي يمثل خطوة حيوية تمنح زخماً كبيراً للجهود الرامية إلى خفض انبعاثات غازات الدفيئة حول العالم.

 

وفي معرض كلمته الترحيبية، تطرق سعيد العبار إلى أحدث التقارير الصادرة عن "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC" والذي يقول إن "درجة حرارة الأرض قد ترتفع بمقدار 1.5 درجات مئوية بحلول عام 2030، مما سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على الكوكب" ما لم تتخذ إجراءات جادة لمعالجة الوضع الراهن للانبعاثات الكربونية في العالم.

 

وقال العبار: "تعتبر نسخة هذا العام من المؤتمر الأهم في تاريخ الحدث في ضوء التحديات الاستثنائية التي تقف أمام تأمين مستقبل مستدام ومزدهر للأجيال المقبلة. لكن، لدينا فرصة صغيرة يحب علينا استغلالها خلال السنوات الاثني عشر المقبلة لإحداث تغييرات ذات آثار إيجابية ملموسة نقول من خلالها لأطفالنا وأجيال المستقبل بأننا فعلنا كل ما في وسعنا لمواجهة هذه التحديات. والتغيير ممكن بالطبع، إذا ما بدأنا اليوم باتخاذ خطوات جادة، تكون امتداداً لما تم إنجازه خلال السنوات العشر الماضية على صعيد تعزيز الوعي والالتزام بالاستدامة. وكلي ثقة بأن تضافر الجهود الإنسانية ودعم الرؤى المبتكرة في القطاع، بالإضافة إلى الدور الريادي الهام الذي تلعبه حكوماتنا، هي عوامل تؤهلنا لمجابهة التحديات الراهنة والوصول إلى أهداف الانبعاثات الصفرية حول العالم". 

 

وركزت النقاشات هذا العام على ثلاثة مواضيع فرعية مرتبطة بالقيم النبيلة والمعاني السامية التي غرسها الأب المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات العربية بعام زايد. وتتضمن هذه المواضيع الفرعية كلاً من: "مدن ملهمة"، الذي حكمة الشيخ زايد الداعمة للتحول الاقتصادي والاجتماعي لدولة الإمارات العربية المتحدة؛ أما الموضوع الثاني فحمل عنوان "مدن تعاونية"، ويركز على قيمة الاحترام. وأخيراً، ناقش المؤتمر موضوع "المدن المتكاملة" التي تعكس قيم الاستدامة التي تعتبر محوراً رئيسياً لقيم التنمية المستدامة في الدولة واحترام البيئة وتلبية احتياجات وتطلعات أجيال المستقبل.

 

وشهد المؤتمر تقديم المتحدثين للاستراتيجيات تروّج للبيئات العمرانية المستدامة في مدن المستقبل بما ينسجم مع رؤية أهداف اتفاقية باريس للمناخ (كوب 21). ومن خلال العروض التوضيحية ودراسات الحالة، سلط المؤتمر الضوء على ضرورة تعزيز ممارسات الاستدامة في البيئات العمرانية بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديد أهم التحديات التي تواجه مختلف القطاعات المعنية وإيجاد حلول فعالة لها بالتزامن مع الاستفادة من أحدث الابتكارات في ممارسات الأبنية الخضراء لوضع نماذج عمل جديدة تدعم جهود الاستدامة في الدولة بما ينسجم مع أهداف رؤية الإمارات 2021.

 

ووفقاً لتقرير "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC"، يجب على حكومات العالم "اعتماد تغييرات سريعة وغير مسبوقة وعلى نطاق واسع تشمل جميع فئات المجتمع" بهدف الحد من التغير المناخي. وركز المؤتمر هذا الموضوع وصولاً إلى اتفاق المشاركين على ضرورة اتخاذ تدابير فعلية تتخطى حدود النقاش والتخطيط لإحداث تغييرات جذرية ملموسة. واتفق المشاركون أن التغيير لا يقوم فقط على جهود الحكومات والقطاع الخاص، بل ويجب أن يشمل أيضاً تفعيل دور الجمهور العام في هذا المجال. 

 

وفي أعقاب المؤتمر، يتطلع "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" إلى مواصلة مد جسور الحوار البنّاء بين مختلف المعنيين وتشجيع مشاركة القطاع بشكل أكبر في تعزيز استدامة البيئات العمرانية من خلال مركز التميز في الانبعاثات الصفرية الذي أسسه مؤخراً كمنصة تجمع الهيئات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص لمشاركة المعارف والخبرات بما يساهم في الدفع قدماً بعجلة تطوير الأبنية ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية وتسريع التحول إلى نموذج المدن ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية خلال العقد المقبل. 

 

وللعام الثاني على التوالي، أقيم مؤتمر "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" السنوي تحت رعاية وزارة التغير المناخي والبيئة، في إطار جهودها الرامية إلى ترسيخ وتطوير مفاهيم الاقتصاد الأخضر في دولة الإمارات العربية المتحدة.  واستقطب الحدث اهتماماً كبيراً من قبل مختلف المعنيين بالقطاع، مع مشاركة ماجد الفطيم كراعٍ لمقر المؤتمر. كما حظي المؤتمر بدعم كل من: مجلس صناعات الطاقة النظيفة، مجموعة الإمارات للطاقة، جمعية الإمارات للطبيعة بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة، جمعية الشرق الأوسط لإدارة المرافق، مجلس المباني الشاهقة والمساكن الحصرية، المعهد الملكي للمساحين القانونيين، ومعهد الطاقة.

 

وكانت فعاليات مؤتمر "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" السنوي السابع خالية من الانبعاثات الكربونية. وتم تعويض الانبعاثات الناجمة عن استهلاك الطاقة والتكييف والتبريد والنفايات ونقل الضيوف وغيرها لصالح آلية التنمية النظيفة التي أطلقتها هيئة كهرباء ومياه دبي "ديوا" في محطة التبريد "إل" عبر شراكة مع "فارنيك".

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة