٢٠ مايو ٢٠٢٤هـ - ٢٠ مايو ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
المال والأعمال | الأحد 26 أغسطس, 2018 10:12 صباحاً |
مشاركة:

رائدات أعمال من الإمارات يتعلمن إضفاء بعد اجتماعي على مشاريعهن في المملكة المتحدة

أطلقت أكاديمية "بادري للمعرفة وبناء القدرات"، الذراع التعليمية لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، النسخة الأولى من برنامج "بادري لريادة الأعمال الاجتماعية"، بمشاركة 13 سيدة من رائدات الأعمال الإماراتيات والمقيمات في الدولة، بهدف توفير المعرفة والتدريب العملي اللازم لتطوير قدراتهن ومهاراتهن، وتمكينهنَ من إطلاق مشاريع تجارية تجمع بين الجدوى الاقتصادية والقيمة الاجتماعية.

 

ويأتي هذا البرنامج، الذي ينظم بالتعاون مع كلية ريادة الأعمال الاجتماعية في العاصمة البريطانية لندن، في إطار الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الأكاديمية والكلية، حيث أنها أول شراكة وتوسع للكلية في المنطقة العربية.

 

ويستهدفبرنامج "بادري لريادة الأعمال الاجتماعية"، الذي ينفذ على مدار 10 أشهر، رائدات الأعمال الإماراتيات والمقيمات في الدولة اللاتي يبلغن من العمر 20 عاماً فأكثر، بُغية تزويدهنَ بالمعرفة الواسعة والمهارات اللازمة لإدارة وتحويل مشاريعهن التجارية إلى مشاريع اجتماعية ذات ربحية، من خلال توفير الفرصة لهنً للانخراط في دورات تدريبية وجلسات مكثفة، تتيح لهنً تبادل المعرفة واكتساب الخبرة العملية والمشورة المهنية من الخبراء البريطانيين المختصين في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية.

 

وغادرت رائدات الأعمال إلى المملكة المتحدة، مؤخراً، للمشاركة في المرحلة الأولى من البرنامج، التي تمتد على مدار 10 أيام، وتشمل برنامجاً تدريباً مكثفاً يتضمن 10 زيارات ميدانية في مدينتي لندن وكورنوال، بعد أن خضعن لعملية اختيار صارمة من قبل المشرفين على البرنامج من المؤسستين خلال الربع الأول من عام 2018.

 

ويتيح البرنامج للرياديات المشاركات، اللاتي يمتلكن مشاريع اجتماعية متنوعة أو يشرفن على إدارتها، المجال للاطلاع عن كثب على تجارب ريادية ناجحة في مجال العمل الاجتماعي في كل من الإمارات والمملكة المتحدة والهند، من خلال زيارات للمشاريع، وجلسات تعلم عملية، وحوارات مفتوحة مع رواد الأعمال الاجتماعيين، للحصول على الخبرة الفنية والمشورة المهنية، فيما يتعلق بإطلاق وإدارة مشاريع ذات تأثير مجتمعي إيجابي مستدام، تحقق الربحية والنجاح.

 

المشاركات الـ13

وتضم قائمة رائدات الأعمال المشاركات في البرنامج التدريبي كلاً من: آسيا ريشيو، التي تدير مشروع "إيفولفن وومن"، وعائشة نسيم، مؤسسة "منصة نقاش"، وخديجة بهزاد، مؤسسة شركة "ميت ذا لوكلز"، التي تهدف من خلالها إلى تعريف المقيمين والسياح بالثقافة الإماراتية الأصيلة، وميثاء شداد من فريق "نشامى الإمارات" التطوعي.

 

كما تضم قائمة المشاركات مريم حتيت من مخبز المختار، الذي يعدُ أقدم مخبز لبناني في الشارقة، ومريم كتيت، التي تمتلك العلامة التجارية الصحية "إب آند فلو"، ونجاة ولد الحاج، التي يركز مشروعها الاجتماعي على تعزيز وعي الفتيات والنساء قبل الحمل بأهمية الرضاعة الطبيعية، وسابينا زيغوم، التي تعمل على تعزيز وتشجيع الممارسات التجارية الأخلاقية ودعم الحرفيات من خلال متجرها "ذا ليتل فير تريد شوب".

 

ومن بين المشاركات أيضاً ميثاء بن تركية، التي ترغب في تأسيس معهد "ليت هوس" للتدريب والإرشاد المهني للمراهقين والمراهقات، وسارة رمضان مؤسسة "فارما في جايت"، وأسماء أحمد، مؤسسة مبادرة "زها"، التي تسعى من خلالها للجمع بين الناس من مختلف الثقافات من خلال المشاركة في تجارب تحضير أطباق الطعام المختلفة وسرد الحكايات، وفاطمة بو موسى، مؤسسة مشروع "ويذ هوب"، الذي يعزز الوعي بالصحة النفسية في دولة الإمارات من خلال العمل التطوعي، وأخيراً، مريم قايد، صاحبة مشروع "البقشة"، المتخصص في الهدايا والتذكارات الإماراتية التراثية.

 

10 جلسات تدريبية

وخلال الرحلة إلى المملكة المتحدة، انخرطت المشاركات في جلسات تدريب متخصصة حول أهداف الريادة الاجتماعية، قدمتها نخبة من أبرز الخبراء البريطانيين في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية، من بينهن أليستر ويلسون، الرئيس التنفيذي لكلية ريادة الأعمال الاجتماعية بلندن، وريتو سود، استشارية المشاريع الاجتماعية، التي قدمت جلسة ساعدت خلالها المشاركات على كيفية إيصال قصصهن للجمهور المستهدف بفاعلية، فيما قدمت جان ماكاي، مديرة "جمب ترانينغ" جلسة تدريبية حول تعليم الرائدات كيفية إيصال رسائلهن الاجتماعية بشكل فاعل.

 

وتشكل الزيارات الميدانية للمشاريع الاجتماعية المحور الرئيس لبرنامج "بادري لريادة الأعمال الاجتماعية"، إذ تتميز المشاريع الاجتماعية بديناميكية فريدة تسهم في نموها وازدهارها، وهو ما يتطلب وعياً اجتماعياً وعملية استكشاف متعمق للفرص والموارد في سياق تأثير هذه المشاريع في المجتمع.

 

وشاركت رائدات الأعمال أثناء وجودهن في مدينتي لندن وكورنوال في جلسات حوارية مفتوحة قدمها رواد أعمال اجتماعيون وخبراء، تعرفن خلالها على الرؤى الكامنة وراء إطلاق المشاريع الاجتماعية واستراتيجيات إدارتها بنجاح، ففي مدينة كورنوال، حضرت رائدات الأعمال جلسة متخصصة في مشروع "ذا إيدن بروجكت" التاريخي، وهو مجمع بيئي ضخم، بهدف اكتساب خبرات عملية والحصول على المشورة المهنية من دان جيمس، مدير تطوير المشروع.

 

وفي مدينة لندن، قدمت لهن جولييت كان، مدير "ستاور سبيس"، خلال زيارتهن لمؤسستها الاجتماعية، التي تتضمن استوديو لتطوير المشاريع الإبداعية، عرضاً تفصيلياً تتحدث فيه عن رحلتها في عالم ريادة الأعمال الاجتماعية، من خلال تأسيسها لمشروعها النابض بالحياة، وكيفية تغلبها على جميع التحديات التي كانت تواجهها خلال مشوارها، وبعدها، حضرت المشاركات جلسة خبراء قدمها لي روبنسون، مدير التقييم والبحوث في كلية ريادة الأعمال الاجتماعية، لمساعدتهن على قياس التأثير الاجتماعي لمشروعاتهن.

 

وقالت سعادة ريم بن كرم، مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة: "تخضع المشاركات حالياً لعملية تدريب مكثف، وهي واحدة من أهم المراحل في برنامج بادري لريادة الأعمال الاجتماعية، التي تتيح لرياديات الأعمال المشاركات فرصة اكتساب الخبرة العملية المباشرة من الخبراء المختصين في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية في المملكة المتحدة، والاستفادة من نخبة من رواد الأعمال الاجتماعية ذوي الخبرة، وخريجي كلية ريادة الأعمال الاجتماعية، إذ من الضروري، في ظل عالم تهيمن علية المشاريع الربحية إلى حد كبير، تزويد الجيل القادم من ريادي الأعمال بالأدوات والخبرة اللازمة لتأسيس مشاريع تعود بالفائدة عليهم وعلى مجتمعاتهم المحلية".

 

وأضافت بن كرم: "تتجه المرأة بطبيعتها إلى الأعمال الاجتماعية، وهو ما يفسر تفوق عدد رياديات الأعمال الاجتماعية، أقرانهن الذكور من أصحاب المشاريع الاجتماعية في العديد من الدول مثل الأرجنتين، وأيسلندا، ولبنان، وروسيا، لذلك تحرص مؤسسة نماء، برئاسة قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، على تشجيع ريادة الأعمال الاجتماعية في الإمارات والمنطقة العربية، من خلال تمكين المزيد من رائدات الأعمال الاجتماعية  وتعزيز الابتكار لديهن في إطلاق هذه النوعية من المشاريع، التي تشكل إضافة قيمة للمجتمع".

 

بدورها، قالت ريتو سود، استشارية المشاريع الاجتماعية، والتي قدمت بدورها إحدى الجلسات: "نحن ننظر إلى نماذج الأعمال ونناقش معاً كيفية تأسيس وإطلاق نماذج أعمال تجارية قوية تجمع بين تحقيق القيمة الاجتماعية والربحية في آنِ واحد، بما يؤسس لمشاريع اجتماعية مستدامة ذات أثر قوي".

 

وأضافت: "نحن سعداء بوجود هذه النخبة من الرائدات المشاركات المدهشات اللاتي يمتلكن مشاريع ريادية رائعة، ولديهن الكثير من المعرفة لمشاركتها مع الآخرين، إذ حرصن خلال الجلسة على طرح العديد من الأسئلة والملاحظات القيمة، وأتطلع بشوق إلى معرفة نتائج هذه التجربة، ومشاهدة أثر ما تعلمنه بعد ذلك في مشاريعهنَ".

 

الاطلاع على التجارب

وأتاح البرنامج للمشاركات الاطلاع على التجارب الناجحة والخبرات الأخرى في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية، من خلال الانخراط في جلسات شارك فيها نخبة من رواد الأعمال الناجحين الذين تحدثوا عن مسيرتهم في مجال المشاريع الاجتماعية، كما استفادت المشاركات من الجلسات المتخصصة في مجال إدارة الأموال، التي سلطت الضوء على كيفية التعامل مع الموارد المالية لإطلاق مشاريع مستدامة.

 

وشاركت مجموعة رياديات الأعمال في جلسة "مجموعات التعلم لحل المشاكل" وهي طريقة تعلم منظمة لمعالجة القضايا المعقدة، وتعتمد على العمل الجماعي لحل المشكلات والتحديات التي تواجههم أثناء العمل، وبعد جلسة التعرف على كيفية عمل هذه الأداة، انخرطت رائدات الأعمال المشاركات في المجموعة الأولى.

 

وقالت الإماراتية مريم كتيت، إحدى رائدات الأعمال المشاركات في البرنامج: "نجح البرنامج في إضفاء روح جديدة على عملي، إذ مكنني من معرفة ما أحتاج إليه لتحديد الهدف الاجتماعي لمؤسستي، ونوع الأثر الذي ستتركه، وفي الواقع تأثرت حقاً بالقصص التي يشاركها المتحدثون والخبراء، وأتطلع بشغف إلى تنفيذ ما تعلمته، ومشاركة قصتي مع الآخرين".

 

من جانبها، قالت آسيا ريشيو، المشاركة ايضاً في البرنامج: "فتح البرنامج آفاقاً جديدة أمامنا، إذ كان حافلاً بالفعاليات والأنشطة الميدانية، التي أتاحت لنا التعرف على العديد من الأفكار الجديدة، والاستماع إلى العديد من القصص الناجحة الملهمة للشركات الاجتماعية العاملة في المملكة المتحدة، وكانت محطات البرنامج مكثفة جداً وجاذبة، إذ قدمت لنا الجلسات صورة شاملة عن التحديات والفرص التي توفرها مشاريع الريادة الاجتماعية، وفي الوقت ذاته أتاحت لنا فرصة اكتساب الأدوات اللازمة لتحديد التحديات التي قد نواجهها وكيفية إيجاد الحلول لها".

 

وأضافت: "زيارتنا إلى المملكة المتحدة كانت رحلة لاكتشاف الذات؛ ووفرت لنا فرصة التحقق من التقدم الذي أحرزناه في مشاريعنا حتى الآن، كما شكل البرنامج ملتقى مثالياً للتعلم من رياديات وريادي الأعمال الاجتماعية الآخرين، وهو ما يؤكد ضرورة وجود المزيد من البرامج والجهات المتخصصة، مثل أكاديمية بادري وكلية لندن لريادة الأعمال الاجتماعية، لمساعدة ريادي الأعمال في مختلف أنحاء العالم في إطلاق مشاريع ريادية ذات تأثير اجتماعي أكبر".

 

وفي إطار عملية التدريب، سيتسنى لرائدات الأعمال المشاركات في برنامج بادري لريادة الأعمال الاجتماعية الوصول إلى شبكة كلية لندن لريادة الأعمال الاجتماعية، ما يعزز فرص التواصل وتبادل الخبرات بين الجانبين.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة