٢٧ أبريل ٢٠٢٤هـ - ٢٧ أبريل ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
الثقافة والتعليم | الأحد 17 ديسمبر, 2017 11:28 صباحاً |
مشاركة:

حركة دائمة في جامعة البلمند تصبو إلى الحوار والانفتاح

إن مركز الشیخ نهيان للدراسات العربیة وحوار الحضارات، الذي أسسته جامعة البلمند في لبنان بدعم كريم من الشيخ نهيان بن مبارك طامحة لیكون منارة علمیة تجمع في رؤیتها بین الأصالة والإنفتاح، وتقوم على أسس حضارة مشرقیة عریقة، بات معلماً وطنياً وعربياً يخلق مساهمات جدیّة فاعلة في مضمار حوار الحضارات.  ويتميز المركز في مجال الحوار المسیحي- الإسلامي الذي تسعى الجامعة إلى أن یترسّخ على قواعد معرفیّة ثابتة، إضافة إلى ما یتّصف به المجتمع اللبناني من عیش مشترك، واحترام متبادل، وانفتاح على الآخر. فمن خلال المحاضرات والندوات والمنشورات، یضیف مركز الشیخ نهيان للدراسات العربیة وحوار الحضارات بعدًا أكادیمیًّا مهمًا، مانحًا فرصًا جدیدة للجامعة كي تلعب دورًا فاعلاً في بلورة معطى حضاري عربي جدید في منطقة الشرق الأوسط والعالم. 

 

وضمن هذه الرسالة السامية نظّم مركز الشيخ نهيان للدراسات العربية وحوار الحضارات في جامعة البلمند سلسلة من النشاطات كان آخرها محاضرة ألقاها الدكتور طريف خالدي حول "تأملات في بعض النظريات الحديثة للتاريخ الاسلامي المبكر".

 

بداية، رحّب الدكتور محمد ريحان بالدكتور خالدي واستعرض تاريخه الأكاديمي الطويل وأشار إلى مقولة هنتيغتون الشهيرة حول صراع الحضارات، مشيرًا إلى أن خالدي يرى أن الحضارات لا تتصارع بل تتناغم وتتلاقى فيما بينها.

وأضاف: "نحن هنا في مركز الشيخ نهيان، نحاول رغم كل زلازل المنطقة أن نترجم هذه المقولة إلى فعل أكاديمي فاعل، وشرف لنا أن نستضيفك هنا لنستفيد من فكرك وعلمك النيرين".

 

بدوره، أشاد خالدي بجامعة البلمند وبمركز الشيخ نهيان بن مبارك اللذان يشجّعان على البحث والتفكير النقدي. من ثم، تطرّق إلى بعض النظريات الحديثة في التاريخ الاسلامي المبكر لمفكرين غربيين محدثين شككوا بالرواية التاريخية الاسلامية.

وأشار خالدي إلى عدة حجج استعملها المشككون في التاريخ الاسلامي المبكر أولها هي أنهم اعتبروه تاريخ خلاصي وبالتالي اعتبروا أن المؤرخ الاسلامي لا يتعامل مع تاريخه كوقائع بل ببعده الديني الخلاصي. فيرّد خالدي قائلًا بأن هذه المقولة لم تلق رواجًا لدى الأكاديميين المهتمين.

 

الحجة الثانية التي استعملها المشككون، حسب خالدي، متعلقة بالتاريخ الشفهي للرواية الاسلامية التي تزعم بأن التدوين التاريخي بدأ بعد 100-150 عامًا من الحدث. يجيب خالدي بأن الأبحاث الحديثة تنفي هذه النظرية لأن سوء الفهم يتأتى من عدم فهم تقنيات النقل والتدوين لدى هؤلاء المشككين.

 

أمّا الحجة الثالثة التي طرحها أنه ليس في الاسلام من مؤرخين معاصرين للحدث. فيرّد خالدي بمثل بسيط عن ذكريات الانسان التي يمكن أن تنتقل من جيل إلى آخر على مدى أكثر من قرنين.

 

الحجة الرابعة التي استعملها المشككون هي نقد النصوص والتي تقول بأن النصوص التاريخية الاولى تعتمد على الكثير من الروايات الأسطورية الرائجة (Topos).

 

فيرّد خالدي قائلًا على الرغم من أن الرواية في بعض الأحيان قد تكون وهمية أو أسطورية ولكنها قد تحمل بذورًا من الحقيقة وقد تكون مبنية على أسس واقعية، ومن الممكن أن تحمل دلالات معينة. بالاضافة إلى أنه لا يمكن أن نخلط روايات المؤرخين بسلة واحدة، لأن كل واحد منهم يتمتع بأسلوب خاص، وهم كانوا واعين جدًا لدورهم كمؤرخين وحاولوا قدر المستطاع تقديم رواية دقيقة عن الماضي.

 

وختم خالدي قائلًا بأنه علينا أن نواصل البحث في تاريخ الاسلامي المبكر وأن لا نرفض بالمطلق آراء المشككين بالرواية التاريخية الاسلامية بل علينا الأخذ بملاحظاتهم اذا كانت مفيدة وفي الوقت نفسه علينا أن لا ندع آراءهم تثني المؤرخ عن متابعة البحث المتواصل عن الوقائع التاريخية مهما كانت الصعاب.

 

التعليق على الصور المرفقة مع الخبر:

1-مركز الشيخ نهيان للدراسات العربية وحوار الحضارات في جامعة البلمند

2-الدكتور طريف خالدي

3-جانب من الحضور في قاعة المحاضرات لمركز الشيخ نهيان ويتقدمهم رئيس الجامعة الدكتور إيلي سالم

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة