٢٥ أبريل ٢٠٢٤هـ - ٢٥ أبريل ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
التكنولوجيا وتقنية المعلومات | الخميس 21 مارس, 2019 3:03 مساءً |
مشاركة:

خبراء يناقشون تحديات وفرص البث التلفزيوني التقليدي في العصر الرقمي خلال معرض "كابسات"

ناقش خبراء هذا الأسبوع في "كابسات"، المنصة المتخصصة في عالم البث والإنتاج وتقديم المحتوى والإعلام الرقمي والأقمار الصناعية في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، الآراء التي تشير إلى أن التلفزيون سيكون الضحية التالية للثورة الرقمية، حيث استبعدوا هذه الفكرة وأكدوا على أن التقنيات المتطورة باستمرار تعمل على "تغيير طبيعة العلاقة" بين المشاهد والتلفزيون، ولكنها لا تهدمها.

جاء ذلك خلال حديثهم في المؤتمر السنوي للمحتوى، الذي أقيم في مركز دبي التجاري العالمي هذا الأسبوع ضمن فعاليات "كابسات"، واستضاف روّاداً من مختلف أنحاء القطاع، حيث كان ضمت القائمة نخبة من أكبر الأسماء بهذا المجال، مثل Discovery Networks  وViacom، بالإضافة إلى نواب رؤساء المحطات ومدرائها ومخرجي المحتوى والمنتجين ومزودي خدمات الأقمار الصناعية.

وشملت الحلقات النقاشية مجموعة من الموضوعات، مثل مستقبل البث التلفزيوني وما إذا كان سيختفي دوره، بالإضافة إلى جلسات تناولت تغيّر سلوك المشاهدين ودمج منصات التواصل الاجتماعي مع البث التلفزيوني ومواكبة جيل ما بعد الألفية الرقمي. وناقشوا أيضاً ما إذا كان التلفزيون سيتطور في ظل التغير الكبير والمستمر للمشهد.

واستبعد الخبراء فكرة اختفاء البث التلفزيوني، مؤكّدين على أن المحتوى الجيد الذي يحظى بالانتشار على منصات عدة ووظائف متنوعة، يعد أهم مقوّمات مواصلة التلفزيون شق طريقه نحو المستقبل، حيث سيسمح الدمج بين المنصات الرقمية وبث الأقمار الصناعية لأصحاب البرامج المستقلة والمحطات التلفزيونية بتوفير منتجات وخدمات متكاملة.

وقال جيت لولا، المدير الإداري للهند والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا في شركة Gracenote، المتخصصة في الترفيه الرقمي، خلال حديثه ضمن الحلقة النقاشية الافتتاحية التي ضمت أربعة أشخاص وحملت اسم "هل تحول التلفزيون إلى عملاق فاشل؟": "يرى البعض أن عصر التلفزيون قد ولّى، وأنا أقول إن التلفزيون سوف يواصل دوره. لقد مر التلفزيون بعدة مراحل من قبل، بداية من الانتقال من البث الأرضي إلى الكابل، إلا أنه لا يزال موجوداً إلى الآن. وعلى الرغم من أننا نعيش اليوم في العصر الرقمي، إلا أن الكابلات والأقمار الصناعية لا تزال موجودة أيضاً. وأصبح لدى المستهلكين خيارات أكثر بكثير من ذي قبل، حيث يمكنهم مشاهدة المحتوى عبر تلفزيون الكابل أو على هواتفهم المتحركة. ويمكنهم مشاهدة ما يريدونه في أي وقت ومن أي مكان، وهو ما يمثل ميزة رائعة بالنسبة للمستهلك."

وأضاف: "وبالنسبة للقطاع فقد أصبحت المنصات الرقمية قادرة على تتبع من يشاهد وماذا يشاهد ومدة المشاهدة، وعلى أي جهاز وفي أي موقع جغرافي. ويساعد ذلك في توزيع المحتوى وتخصيصه بما يلبّي متطلبات المستهلكين، وهذا هو الفارق الرئيسي. نعم، أعتقد أن هناك جوانب من البث التلفزيوني ستندثر، ولكن هناك نوعاً جديداً يتشكّل أثناء حديثنا الآن، وسيكون مميزاً للغاية."

من جانبها، أوضحت أماندا تيرنبول ، نائب الرئيس والمدير العام في Discovery Networks الشرق الأوسط وأفريقيا، دور طرق البث الحديث في المشهد العام للقطاع، بالقول: "عندما نتحدث عن شكل التلفزيون المستقبلي، أعتقد أنه من المهم أن يحظى المحتوى الذي يتلقاه الجمهور بميزات تتجاوز مجرد تجربة المشاهدة."

وأضافت: "وإننا نمضي نحو هذه المرحلة، وهي ’المشاهدة والاستخدام’. والمثال على ذلك هو قناة الطهي الخاصة بنا "فتافيت"، حيث نسعى إلى المرحلة المقبلة وهي إعادة تطوير تطبيقنا. وسيستطيع المستخدمون من خلاله مشاهدة محتوى قناة فتافيت، مع الحصول في الوقت نفسه على دروس في فن الطهي، أو طلب الطعام إذا كنت لا تريد القيام بالطبخ. إن الأمر يتعلق بتغيير كيفية الاستخدام، مع الحفاظ على الثقة في هذا المحتوى الرائع."

من جانبه، شارك رافاييل أنيتشينو، الرئيس والمدير العام لجنوب وغرب أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، Viacom International Media Networks، أماندا، حيث قال: "يزداد استهلاك المحتوى عبر مختلف المنصات. النقطة المهمة هي إنتاج أفضل محتوى."

وتابع: "تساهم التكنولوجيا في تغيير علاقتنا مع المشاهدين، وتفتح فرصاً جديدة لنماذج الأعمال؛ فعلى سبيل المثال، يمكننا الآن توزيع المحتوى وإعداده لتحقيق أرباح بعدة طرق مختلفة. ونحن بحاجة إلى أن نصبح أكثر انتشاراً. فاستراتيجية مزودي المحتوى متعدد المنصات هي اتباع نهج للتغطية والنشر الشامل حيث يمكنك تنويع وتمييز فرص استثمار المحتوى الخاص بك."

وأكد غسان مراد، المدير الإداري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في Eutelsat، وأحد المشاركين في الحلقة النقاشية، على هذه النقاط التي طروحها المتحدثون، قائلاً: "لن تكون هناك منصة واحدة تقضي على جميع المنصات الأخرى، حيث أننا نتجه نحو مرحلة متعددة المنصات، وتوفر كل منصة الخدمة بما يلبي احتياجات كل شريحة بعينها."

ولم يركّز معرض ومؤتمر "كابسات" هذا العام على التغير الكبير في التلفزيون وبرمجته وتوجهاته، ولكنه ناقش أيضاً التغيرات الجديدة على سلوك ورغبات المشاهدين.

ويشكّل جيل ما بعد الألفية شريحة كبيرة من الجمهور المتابع للبث الرقمي اليوم، إذ يطالبون بنهج متعدد المنصات، ويرى بهانو تشادها، رئيس تخطيط الأعمال لوسائل الإعلام الناشئة، في مجموعة MBC، أنه يجب الاستماع إلى ما أسماهم بـ"خبراء إنشاء المحتوى"، عند إنشاء محتوى عبر هذه المنصات. وقال: "تمتد مدة اهتمامهم إلى 8 ثوانٍ فقط، حيث إنهم يغيّرون المنصات باستمرار، وتعكس مشاركتهم ما يتوقعونه من المحتوى ومن المنصات التي تقدم هذا المحتوى."

ووافقه قسورة الخطيب، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة UTURN Entertainment حيث قال: "من الضروري إنشاء محتوى جذاب وترفيهي، وذي صلة بهذا الجيل. وفي الوقت نفسه، فإنهم علينا مراعاة أنهم شغوفون بخوض التجارب، ويقدرون أي شيء بطابع المبادرة."

ويلعب معرض "كابسات" الرائد إقليمياً في مجال البث والإنتاج وتقديم المحتوى والإعلام الرقمي والأقمار الصناعية، في دورته الخامسة والعشرين، دوراً حاسماً في طرح موضوعات وتقديم حوارات قادرة على إعادة تشكيل القطاع، وجمع أصحاب الرؤى المبدعين تحت مظلّة منصة واحدة هدفها رسم خارطة طريق لهذا القطاع في المنطقة خلال الثورة القادمة في صناعة الترفيه والإعلام.

وأرسى المعرض منصة موحّدة للنقاش حول المشهد الإعلامي الجديد القائم على التكنولوجيا، من خلال حشد حوالي 13000 خبير إقليمي ودولي، وأكثر من 250 شركة عارضة، وأكثر من 450 علامة تجارية، والذي يشكّلون جميعهم جزءاً من قطاع الإعلام الترفيهي الذي يتوقع أن تصل إيراداته إلى 2.4 تريليون دولار أمريكي في عام 2021.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة