١٧ أبريل ٢٠٢٤هـ - ١٧ أبريل ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
السياحة والضيافة | الأحد 6 أكتوبر, 2019 6:39 صباحاً |
مشاركة:

مستقبل مزدهر لمنظومة الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم بفضل الفرص الهائلة التي توفرها القرية العالمية

تتميز القرى حول العالم ببساطتها وتعاون سكانها فيما بينهم وتمسكهم بالعادات والتقاليد والحفاظ على تراثهم المميز، ورغم أن القرى بدأت بالاختفاء تدريجياً مع تطور الحياة المعاصرة وتحولها إلى مدن صغيرة، إستطاعات الإمارات العربية المتحدة إحدى أكثر دول العالم تطوراً وتحضراً، بناء قرية يجتمع فيها العالم باحتفالية فريدة تحتفي بالتراث العالمي المتوارث عبر الأجيال.

وتعتبر القرية العالمية من أروع الوجهات العائلية في دبي، الجاذبة للمقيمين والسياح من مختلف الجنسيّات والأعمار، وكانت قد نمت من مجموعة من الأكشاك المنتشرة على شاطئ خور دبي في 1997 لتصبح وجهة ترفيهية نشطة تجذب أكثر من 7 ملايين ضيف سنوياً. تحتوي الوجهة على كل ما يتوق إليه الضيف، بما فى ذلك تسوق المنتجات المذهلة، والطعام الرائع، إضافة إلى مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية المناسبة لجميع الأعمار.

ومع ذلك، قد لا تعكس النظرة الأولى الحقيقة كاملة.

فخلف الواجهات المذهلة، التي تمثل أكثر من 78 ثقافة، عززت القرية العالمية مكانتها كمركز مؤثر لرعاية المواهب الإماراتية الناشئة ونشر الأفكار المحفزة على الإبداع، والتي ستساهم مستقبلاً في تشكيل المستقبل الاجتماعي والاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة.

نظرة تستشرف المستقبل

تعتبر الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، العمود الفقري لاقتصاد دولة الإمارات. تمثل هذه الشركات في دبي أكبر نسبة من إجمالي المؤسسات العاملة في الإمارة، وتساهم بقدر كبير في القيمة الإجمالية لاقتصاد دبي. ومن المتوقع أن تزيد مساهمة قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة عام 2019، وذلك بدعم من الرؤى الرائدة للقيادة الرشيدة.

ولكن، كيف ستتمكن قرية على مشارف مدينة دبي الساحرة، من التحول لتصبح مركزاً لتمكين قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة مستقبلاً؟

ولنتمكن من فهم روح المجتمع وريادة الأعمال في القرية العالمية، علينا أولاً أن نعيد عقارب الساعة إلى عام 1997.

يقول بدر أنوهي الرئيس التنفيذي للقرية العالمية : "تأسست القرية العالمية كعلامة تجارية إماراتية، وكحاضنة للشركات الصغيرة والمتوسطة التي أسستها العقول الإماراتية المبدعة. ومع التقدم في الزمن والتحولات المتعددة التي شهدتها قريتنا استطعنا تحقيق الإنجازات التي تشهدونها اليوم- نحن ما زلنا شركة تركز اهتمامها على العائلة والمجتمع مع الالتزام باستمرارية هذا الاهتمام مستقبلاً. وإذا كانت تربية طفل تحتاج إلى تعاون قرية كاملة فيما بينها، فأعتقد أن الأمر يتطلب " قرية عالمية " لرعاية مستقبل الأعمال المزدهر لدولة الإمارات والمنطقة".

 

تمكين الشركات الناشئة من الازدهار

في البداية، كان الطموح الجماعي للعقول التي ساهمت في تأسيس القرية العالمية، يؤمن بقيمة غرس المكونات الرئيسية التي من شأنها ضمان نجاح طويل الأمد للشركات الناشئة. لهذا السبب، نمت  القرية العالمية كمنصة مثالية لتأسيس الشركات الصغيرة والمتوسطة لبدء الأفكار التجارية وتنميتها وتحويلها.

وأضاف أنوهي:" أن الوصفة المثالية لنجاح الشركات الصغيرة والمتوسطة تكمن في الإطار الفعال الذي تجسده الروح التمكينية للقرية العالمية. ويمكن أن يعزى نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى عدة عوامل، أهمها تزويد الشركات الطموحة بالأدوات اللازمة لتحقيق النجاح والدعم المستمر لها".

"في كل موسم ، نتلقى أكثر من 1000 طلب من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي ترغب بالمشاركة في نشاطات القرية العالمية، حيث نقوم باختيار ما يزيد عن 110 منها في كل موسم. وتتمكن العديد منها من المشاركة في المواسم التالية، في حين يحقق عدد لا يستهان به منها نجاحاً مميزاً في أماكن أخرى بعد إنطلاقها من البيئة الجذابة والفريدة لمجتمع القرية العالمية. "

 تعتبر  القرية العالمية، عبر إنشاء مجتمع غني وبيئة مناسبة للتفكير وتطوير الأعمال والإبداع، منصة فاعلة لتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة الطموحة من الوصول إلى أكثر من سبعة ملايين عميل. ما يمكّنهم من اختبار السوق عبر مختلف القطاعات، ذلك أن ضيوف القرية العالمية يمثلون مجموعة متنوعة من الفئات العمرية وأكثر من 115 جنسية. كما تتيح الشبكة الواسعة النطاق للشركات الصغيرة والمتوسطة الوصول إلى سوق العمل بالتزامن مع الشركات الأجنبية، حيث يتم تبادل الخبرات معهم بهدف اكتساب خبرة عالمية.

إضافة إلى ذلك، تعمل القرية العالمية على توفير الرعاية للقائمين على الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال تزويدهم بالتدريب والاستشارات حول كيفية إدارة أعمالهم بنجاح. بدءاً من تسهيل  الحصول على المستندات القانونية اللازمة لإدارة الأعمال، بالإضافة إلى الخدمات الرئيسية الأخرى عبر مركز إسعاد الشركاء، بحيث تصبح السماء حدوداً للمنظومة التجارية الفاعلة في القرية العالمية.

ويضيف أنوهي: " تعتبر القرية العالمية محطة تجارية واحدة تلبي جميع متطلبات العمل لشركائنا. بدءاً من الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى العارضين، ونحن فخورون بأننا نلعب دوراً حيوياً في إعادة تعريف نموذج نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة ونجاحها في دولة الإمارات العربية المتحدة".

منظومة متكاملة من الشركاء الفاعلين

أدى بناء العديد من الشراكات القوية، إلى تعزيز الأهداف المستقبلية للقرية العالمية والمتعلقة بالشركات الصغيرة والمتوسطة. ويتجلى ذلك في توجه القرية العالمية لبناء علاقة متينة مع  مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بهدف توفير المزيد من المساحات الفعالة التي تتمكن في إطارها الشركات الصغيرة والمتوسطة من إطلاق منتجاتها وتقديم أفكارها الفريدة إلى السوق. إلى جانب الإيجارات الثابتة بأسعار معقولة للغاية وورش العمل لتحقيق أفضل الممارسات. وتهدف الجهود التعاونية للقرية العالمية مع الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى الإرتقاء بقدراتها التمكينية إلى المستوى التالي.

كما تم التركيز على إقامة علاقات مماثلة مع الكيانات الحكومية، حيث تحرص القرية العالمية على التواصل مع وزارة تنمية المجتمع، التي تدير جناح الصنعة. وفي الإتجاه ذاته، تتعاون القرية العالمية، مع مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية لإدارة وتشغيل الجناح الخاص بها. وتوفر هاتان المبادرتان الفرصة للشركات والعائلات الإماراتية الصغيرة المحلية للعمل في القرية العالمية ونشر أفكارها والعمل على تحقيقها.

 

نجاحات تتجلى نتائجها بالأرقام

أظهرت القرية العالمية التزامها تجاه تحفيز الشركات الصغيرة والمتوسطة لتعزيز إمكاناتها على نطاق واسع. وتعتبر قصة رجل الأعمال الإماراتي جاسم الياسي، أكبر دليل على الدور الريادي للقرية العالمية في دعم هذا النوع من الشركات على نحو مستمر. 

يقول الياسي: "إن الدخول إلى عالم الأعمال يمثل تحد هائل، خاصة بالنسبة لرواد الأعمال الشباب. عندما بدأت رحلة تأسيس عمل خاص بي لأول مرة، كنت أمتلك جميع أفكار النجاح ولكني كنت أتطلع إلى الدعم والتوجيه لوضع هذه الأشياء موضع التنفيذ."

الآن وبعد أربعة مواسم من المشاركة في فعاليات القرية العالمية، استطاع الياسي بناء إمبراطورية حقيقية، حيث انطلق من كشك تحت مظلة مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في موسمه الأول، ثم قام بعد ذلك بتوسيع أعماله إلى آفاق جديدة ليكمل أربعة مواسم مع أفكار مصممة بناء على مفاهيم إبداعية وفريدة من نوعها في كل موسم.

أضاف الياسي: " تمكنت بفضل الرؤى والدعم المجتمعي من الشركات الصغيرة والمتوسطة في دبي والقرية العالمية، الفوز بتذكرة النجاح في عالم الأعمال وأتطلّع إلى الإستمرار بالنمو وتوسيع الأعمال إلى آفاق جديدة."

وبالإضافة إلى دورها في تحقيق قصص النجاح للكثير من رواد الأعمال المبتدئين كنموذج جاسم الياسي، ساهمت القرية العالمية في تقديم الدعم لتطوير المفاهيم الخاصة بالمطاعم المبتكرة، بدءاً من تقديم الدعم في مجال الأعمال اللوجستية والترخيص، وصولاً إلى توفير الاستشارات المتعددة. وقد تم خلال العام الماضي، تقديم الدعم لخمسة مطاعم، تقدم انواع مختلفة من الأطباق ومن ضمنها المأكولات الهندية والوجبات الإيطالية الريفية، والتي أدت إلى تقديم ناتج بلغت قيمته أكثر من 10 ملايين درهم من إجمالي المبيعات خلال هذا الموسم، حيث جذبت هذه المطاعم ما يزيد عن 100,000 ضيف. وقد حققت هذه المطاعم نجاحاً استثنائياً حيث تعاونت معهم القرية العالمية كشركاء من الدرجة الأولى.

خلال 23 موسماً من من النجاحات المستمرة، تمكنت القرية العالمية من بناء مسار للنمو لا يزال مرتبطاً بجذوره الأساسية، عبر استكشاف العديد من التحديات والفرص خلال مسيرتها المميزة. قامت القرية العالمية بوضع مخطط لما يمكن أن تحققه الشركات الصغيرة والمتوسطة في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وهي تساهم في دفع عجلة الشركات الصغيرة والمتوسطة الطموحة الأخرى نحو تحقيق أحلامها وجعلها حقيقة واقعة. ومن الأمثلة على القصص النجاحات التي انطلقت من القرية العالمية لتزدهر وتكبر في الإمارات والعالم مجموعة يحيى للمأكولات البحرية، ومقهى ناتاس، ومطعم الكباب البوسني، وبووم برجر، وسفيرز، ومانجو مانيا وغيرها الكثير.

"واختتم بدر أنوهي كلامه قائلاً:” كل ذلك بفضل الجهود المجتمعية، والعمل على تعزيز روح المبادرة والعمل كمحور للابتكار والريادة الفكرية. نحن نوفر مجتمعاً مميزاً للمفكرين الناشئين، وبيئة للتنفيذ الإبداعي، ولكن الأهم من ذلك، أننا بكل بساطة نشكل قرية من الفرص."

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة